
المعرفة بخصائص الطلبة
معتقدات المعلم حول التعلم والمعرفة بخصائص الطلبة
يتالف هذا الجانب من محورين، الأول معتقدات المعلم حول التعلم، والثاني معرفته بخصائص الطلبة، وهوما
سنتاوله في هذه المقالة:
معتقدات المعلم حول التعلم
ما هو التعلم ؟ كيف يتعلم الطلبة ؟ كيف يتحسن تعلمهم ؟ هذه الاسئلة ستختلف اجابتها باختلاف معتقدات المعلمين، فعلى سبيل المثال يعتقد البعض أن التعلم هو قدرة الطالب على حفظ المعلومات، ويرى آخرون أنها القدرة على استخدام هذه المعرفة، كما أن البعض يرون أنه بالتكرار والتلقين يتعلم الطلبة وآخرون يرون أنه بالتجريب والتفاعل مع الاخرين يتعلم الطلبة، طبعا هناك وجهات نظر أخرى مختلفة ومتنوعة قد تنحاز لرأي محدد أو تجمع بين عدة معتقدات. ومن المهم أن تسأل نفسك كمعلم هذه الاسئلة لانك ستجد أن معتقداتك ستنعكس بوعي أو بدون وعي على طريقتك في التدريس، وخياراتك للانشطة، وطرق التقييم، وعلاقتك مع طلبتك.
وقد حاول الباحثون والمفكرون التربويون من جهتهم الاجابة على هذه الأسئلة ايضا، لأن الاجابة عليها سيغني الادب التربوي، وسيساعد المعلم في فهم طلابه وتحديد أهدافه، وطرق تدريسه، ومساعدة الطلبة في التغلب على الصعوبات التي تواجههم عند التعلم. ومن يطلع على الأدب التربوي سيجد ثلاثة توجهات رئيسية، يقدم كل منها تصوره واجابته على الأسئلة السابقة، هي التوجه البنائي، والتوجه الاجتماعي الثقافي، والتوجه السلوكي، اطلع على هذه التوجهات. وتجدر الاشارة الى أن تلك التوجهات، والى جانب قيامها بمحاولة الاجابة على الاسئلة المتعلقة بالتعلم، أفرزت أيضا طرق تدريس مختلفة ستجد بعضا منها في هذا الدليل. كما قد تلاحظ تشابها وتقاطعا في بعض الجوانب واختلافا في جوانب أخرى. وقد يتبني المعلم توجها معينا بحيث يبني أهدافه وطرق تدريسه بشكل منسجم مع ذلك التوجه، أو يدمج وينوع من خيارته.
المعرفة بخصائص الطلبة
يقصد بالمعرفة بخصائص الطلبة، المعرفة بسمات وخصائص المرحلة العمرية التي تقوم بتدريسها، بالاضافة للمعرفة بالافكار المسبقة الموجودة عند طلبتك، والصعوبات المصاحبة لتعلم مفهوم معين. وفي هذه المقالة سنتاول هذه المعرفة بشكل عام، ولكن ستجد في كل درس عرضا لأهم الصعوبات، وأكثر الأفكار المسبقة انتشارا بين الطلبة، والمتعلقة بالدرس نفسه.
خصائص المرحلة العمرية
من أبرز الاسهامات في دراسة الخصائص العمرية للطلبة هي أبحاث العالم بياجيه، والتي أثرت كثيرا في التوجه
البنائي والمعرفي. ان ادراك المعلم لخصائص الطلبة، يساعده على فهم طلابه بصورة أفضل، واختيار طرق تدريس
مناسبة لهم، كما يساعده على عدم مطالبتهم بما هو فوق قدراتهم، واختيار الطريقة والوقت الملائمين لطرح الافكار
العلمية بحيث يكونون قادرين على استيعابها. ويمكنك من هنا الاطلاع على خصائص المرحلة العمرية لطلبة الصف
السابع وما بعده.
وقد تلاحظ ان معظم الطلبة عندك يتقنون العمليات الحسية، وعدد قليل منهم بدأ في ادراك العمليات المجردة،
وقد أشار العديد من معلمي العلوم الخبراء الذين يدرسون وحدة المركبات الكيميائية للصف السابع، ان طبيعة المادة المجردة صعبة جدا على الطلبة، وبالتالي يلجؤون دائما لاستخدام المجسمات، والصور، والفيديو، لمساعدة الطلبة على استيعاب الافكار الكيميائية، كما أنهم يتجنبون الدخول في تفاصيل الرموز الكيميائية للمركبات، والمعادلات للتفاعلات.
الأفكار المسبقة عند الطلبة والتغيير المفاهيمي
وفق النظرة البنائية يأتي الطلبة الى الصف وهم يحملون تصورات وأفكار ومفاهيم خاصة بهم، تؤثر بشكل كبير على
تعلم المفاهيم والافكار العلمية. وتسمى هذه التصورات والافكار بالمفاهيم البديلة أو المفاهيم المسبقة أو المفاهيم الخاطئة،
وتكون معظم هذه الافكار متعارضة مع المفاهيم والافكار العلمية التي يريد معلم العلوم ان يعلمها لطلابه. فالطلبة لا
يأتون الى الصف كصفحة بيضاء.
وفي هذا الدليل ستجد بعضا من تلك المفاهيم البديلة التي ذكرها المعلمين الخبراء أو ذكرت في البحث التربوي، لكن تظل
لكل بيئة خصوصيتها، لذا قد يظهر لك كمعلم مفاهيم خاطئة عند طلبتك لم تذكر في الادب التربوي، لذا من الضروري دائما كشف ومعالجة هذه المفاهيم.
الصعوبات
يواجه الطلبة صعوبات عند تعلم موضوع جديد، ويكون عند المعلمين الخبراء عادة تصورا
وتوقعا لتلك الصعوبات، ويتبعون استراتيجيات وطرق لتفادي أو تقليل هذه الصعوبات
وجعلالمادة أسهل وأبسط للطلبة، اكتسبوها بالخبرة، والتفاعل مع الطلبة لسنوات طويلة.
وفي هذا الدليل سنقدم بعضا من الصعوبات التي أشار اليها المعلمين الخبراء، او تحدث عنها
الأدب التربوي، واقتراحات لمعالجتها في كل درس من دروس الوحدة. مع التأكيد أنه يبقى
لكل مدرسة ولكل طلبة خصوصية، تجعل من الضروري على المعلم البحث والتفكير بطرق
لمعالجتها.
ويمكنك اثراء هذا الدليل من خلال اضافة تجربتك في اكتشاف الصعوبات او الافكار
المسبقة وطرق معالجتها، من خلال “أضف تعليق” في صفحات الدروس.
المصادر
المحتوى
-
Hashweh, M. (2013). Pedagogical Content Knowledge: Twenty-Five Years Later. Advances in Research on Teaching, 19, 115-140.
الصور
-
http://thumbs.dreamstime.com/x/mature-teacher-thinking-17307121.jpg
-
http://www.psychologytoday.com/files/imagecache/og/blogs/115728/2014/06/152951-156504.jpg



